ربما تُفزعنا
الجثث على حافتي الطريق ، والدماء المتناثرة على الحيطان ، وبكاء الأطفال
، وعويل النساء ، وحزن الشيوخ ؛ ولكن الأمل يحدونا إذا علمنا أن قارب
النجاة ليس بعيدا ، وأن هلاك الطغاة بات محتّما .
بالأمس القريب كان جبلا لا تهزّه الريح ، وغدا اليوم ذليلا خجولا حتى من نفسه التي بين جنبيه .
هكذا حال العتاة الجبارين المخالفين للشرع والقانون ، ما
أن يمسك بزمام الحكم حتى يتناسى وعوده لشعبه ، ويصبح شبحا على القريب ،
وخادما للبعيد ، يُبيد هذا من أجل ذاك ، يشتم من بجانبه ليسعد من يراقبه .
سئمنا من صمتٍ أشبه بالموت الحي ، أكره من أمامي وأدعوا له
، أبكي في داخلي وأبتسم له ، شربت كأس الذل من أبي كما شربه ؛ ولكنها دنت
ساعة الصفر لتقول للمسيء : قف وغادر .
الأمة مقبلة على خير وإن سُوِّدت في أعيننا الأيام ،
وزُعزعت في قلوبنا الثوابت ، كل شر ذاهب وكل خير آيب ولن يخذل الله كل
مجتهد ، الخطب الجلل إذا سالت على الأرض الدماء وفاضت أرواح إلى السماء ثم
تُرك الأمر إلى مَن ليس أهلا للقيادة .
فلنصبر ولنحتسب .
فيا سحر فرعون ماذا تقـــــول ... إذا جاء موسى وألقى العصا