تعليم التفكير ضرورة تربوية

السلام عليكم ورحمة الله تعليم التفكير ضرورة تربوية إن من سمات أصحاب العقول الراجحة التفكير في ملكوت الله (ويتفكرون في خلق السموات والأرض) آل عمران. والتفكير خليط من عمليات نفسية وكيميائية وعصبية متداخلة تحدث داخل الدماغ عندما يتعرض الشخص لمثير يتم استقباله عن طريق حاسة أو أكثر من الحواس الخمس ويعتبر من أبرز السمات التي يتصف بها بني البشر عن غيرهم من مخلوقات الله, وهو من الحاجات المهمة التي لا تستقيم حياة الإنسان بدونها في جميع مراحل حياته لتدبير شؤونه لذلك فإن المؤسسات التربوية الجادة والهادفة تسعى إلى تنمية التفكير والاهتمام والعناية به وجعله توجها تربويا واضحا ومخططا له لأنه يمثل نوعا من الحوار الداخلي مع الذات أثناء العمل من مشاهدة واستماع أو القيام بتجربة. لقد أصبح من أكثر أهداف المدرسة العصرية إلحاحًا هو القدرة على التفكير نظرًا للتفجر المعرفي الذي يشهده هذا القرن, ولازدياد المشكلات التي نبحث عن حلول لها مما فرض على المؤسسات التربوية وعلى المربي التعامل مع التربية والتعليم كعملية لا يحدها زمان أو مكان ومن هنا تكتسب شعارات الطالب كيف يتعلم ؟ وتعليم الطالب كيف يفكر؟ أهمية خاصة لأنها تحمل مدلولات مستقبلية في غاية الأهمية فالتكيف مع المستجدات يستدعي تعلم مهارات جديدة, واستخدام المعرفة في مواقف جديدة ويبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة من أي وقت مضى لأن العالم أصبح أكثر تعقيدا بفعل التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات في شتى نواحي الحياة وأصبح النجاح في مواجهة ذلك يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقاتها في حياتنا اليومية أكثر من الاعتماد على الكم المعرفي وفي هذا مواجهة للتحديات وتقييم لدقة المعلومات وفحص صحة الإدعاءات. ولهذه الأسباب وغيرها فقد ركزت التربية الحديثة على الاهتمام بتدريب المتعلمين مهارات التفكير مثل حل المشكلات والتفكير الإبداعي وغيرها من أجل أن يصبحوا قادرين على التكيف مع متطلبات حياتهم الواقعية. ووفرت المناخ الصحي لتربية التفكير وتعليمه من خلال توفير بيئة تعليمية جاذبة للمتعلمين وتوفير مناهج ومواد دراسية تعتمد على الأنشطة الحافزة للتفكير ومهاراته وتحسن ميول وتوجهات المتعلمين نحو القيم المتمثلة في الإخلاص للعقيدة والولاء للوطن وسائر الفضائل التربوية كما أن توفير معلمين مؤهلين لممارسة أساليب التدريب على مهارات التفكير يتطلب توفير التقنيات الحديثة التي تساعد على تنفيذ الأنشطة المصاحبة والحافزة للتفكير كما أن معرفة التغير الحاصل في السلوك وطرائق التفكير تحتاج إلى توفير نظام تقويم قادر على قياس ذلك التغير . إن تعليم التفكير في المدارس ضرورة تربوية لا بد منها إذا أردنا أن نبني جيلا مفكرا وننشئ مجتمعا يتصف بالوعي والتماسك ويلتزم الجدية في التنفيذ لذلك يجب إقرار تعليم التفكير وإدراجه في قائمة المواد الدراسية . لذلك على التعليم المدرسي الفعال الاهتمام برعاية وتحفيز مهارات التفكير المختلفة لدى الطلبة, فطلبتنا يستحقون أساليب تعليمية توجههم نحو أنماط من التفكير تزرع في أنفسهم الثقة وعلى المعلم الدور الأساسي في تعليم طلابه مهارات التفكير من خلال صياغة الأفكار وطرح الأسئلة التي تستثير التفكير وبناء بيئة صفية تشجع على الحوار والنقاش والمشاركة. إن الاهتمام بتعليم مهارات التفكير دعا إليه الدين الإسلامي وأكدته معظم الثقافات إلا أن الحاجة إليه في القرن الحادي والعشرين أصبحت أكثر إلحاحًا وأهمية لذلك يجب توفير الاستراتيجيات التي تلائم متطلبات تعليم التفكير لأن عملية تنمية مهارات التفكير يتطلب الإعداد والتخطيط المسبق من قبل المعلم وممارسة وتدريب من قبل المتعلم ومحتوى دراسي يتضمن مهارات التفكير وبيئة محفزة للتفكير. لقد ظهرت في الآونة الأخيرة نداءات كثيرة في العديد من الندوات والمؤتمرات العالمية والعربية نحو الاهتمام بقضايا تنمية وتعليم مهارات التفكير للمتعلمين لأن التفكير السليم يمكن الإنسان من التكيف مع الظروف المحيطة والتعامل مع المشكلات والصعوبات التي تواجههم,كما أن التفكير هو الضوء الساطع الذي ينير للإنسان طرق النجاح وكلما كان أقدر على التفكير كلما كان نجاحه أعظم لأنه يكون قادرا على توظيف المعلومات والمهارات التي يحصل عليها في النجاح الذي يصبو إليه ، كما أن ممارسة التفكير تشيع في ثنايا الموقف الصفي دفئًا, وتجعله أكثر حيوية, فيقبل المتعلمون عليه بحماس ويترتب على ذلك مخرجات تامة لذلك كله فإن تعليم مهارات التفكير يُعد أمرا مهما وبناءً , لذلك فقد أصبح شعار المدرسة في العصر الحديث هو كيف تفكر ؟!؟
منقووول للفائدة

شكرااااااااااا موضوع رائع

مغسييييييييييي