وقفات مع قصة الأخت التي كانت نصرانية فمن الله عليها وأسلمت ,,, ج1

من الدروس التي ينبغي أن نتوقف عندها .. سبب إسلام هذه الأخت ..

فمحور القضية .. والتي قادتها بعد ذلك إلى الإيمان بالله الواحد .. هو أنها رأت مُسلمة معتزة بدينها .. تقرأ في كتاب ربها على الملأ – طبعا على الملأ من النساء .. إذ لا يجوز أن تجهر بنت أو امرأة بقراءة القرآن على مسمع من رجال أجانب عنها - .. بلا خجل ولا كسوف ..


ورأت كيف أن هذه البنت المسلمة قد حظيت بنظرات الإعجاب والتقدير من السامعات وكيف أنهن أجللنها وأكبرنها واحترمنها ..

فأرادت هذه الأخت أن تعتز بدينها أيضا .. وأن تحذو حذو هذه الفتاة المسلمة وأن تصنع كصنيعها ..


بأن تجهر بقراءة من كتابها على الملأ أيضا .. فكان ذلك سبب في إسلامها ..

ذلك أنها ما استطاعت أن تجهر بقراءة كلام القديسين المُحرف .. ولما فعلت لاقت ما لا ترتضيه فتاة أبية ..

فكان أن ألحت على الله بالدعاء بصدق وتجرد أن يهديها إليه .. فكان كرم الله عليها ومنه أن هداها للإيمان ..

الشاهد هنا يا أخوة .. هو أننا ينبغي علينا كمسلمين .. أن نعتز بديننا وأن نُظهر شعائره .. في كل مكان ..

لبس المسلمات النقاب .. يقود إلى الإسلام .. إعفاء اللحية وما يظهر على الملتحي من علامات الوقار والهيبة وما يكون على وجهه من نور الطاعة .. يقود إلى الإسلام وإلى الالتزام .. التسوك بعود الأراك .. الجلباب والعمامة أو غطاء الرأس ..

كل هذه السنن والأفعال الظاهرة .. تدفع بالناس إلى الإسلام وتدفع بالمسلمين المفرطين إلى الالتزام ..


ينبغي أن يكون للمسلم سمته وسلوكه الصادر عن الكتاب والسنة

وكذا للمسلمة سمتها وسلوكها الصادر عن الكتاب والسنة ..

وأن نُظهر شعائرنا وبكل اعتزاز وبلا خجل .. فالأدعى أن يخجل المفرطون والبعيدون عن طاعة الله .. قال تعالى "من كان يريد العزة .. فإن العزة لله جميعا" ..

وقولة عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. "إن الله قد أعزنا بهذا الدين .. فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" ..

إلى الذين يرطنون بالكلمات الأجنبية غير العربية .. إلى الذين يوقعون على أوراقهم بالإنجليزية وغيرها .. إلى الذين يرتدون البناطيل والقمصان والبدل والكرافتات .. إلى الذين يحلقون لحاهم ..

إلى النساء الكاشفات لوجوههن وإلى النساء العاملات .. وإلى فتيات الجامعات .. وإلى الذين يحتفلون بأعياد الميلاد والأم والحب والربيع وغير ذلك .. إلى مرتادي الشواطئ ... والقائمة طويلة جدا


إلى كل هؤلاء الذين ساروا على درب الكافرين .. وجعلوا يقلدونهم .. حتى يُظهروا للناس أنهم من أهل التحضر والمدنية والرقي والإتكيت .. إلى كل هؤلاء .. اعتزوا بدينكم وشعائره واعتزوا بلغتكم .. لغة القرآن ودعوا عنكم هذا التردي وهذا التقليد الأعمى .. للقوم الذين غضب الله عليهم والضالين

انظروا بالله عليكم .. حال الأخت المسلمة التي قرأت القرآن في عربة الترام .. هل تعرف هذه الأخت أنها كانت سببا في إسلام فتاة نصرانية .. لا .. لا تعرف ..

وهذه واحدة فقط عرفناها .. لكن ربما صنيع قراءة القرآن هذا .. قد دفع بغيرها أيضا .. إلى الخير ..

فلربما رأتها إحدى المسلمات المفرطات .. فقررت أن تلتزم .. ولربما نوت إحداهن أن تأتي بالمصحف أيضا لتقرأ فيه في مواصلاتها .. لتستفيد بالوقت .. وهكذا يا أخوة


هذه المسلمة التي كانت تقرأ القرآن .. هي تظن أن أفضل ثواب يمكن أن تحظى به هو أن تؤجر على قرائتها القرآن وفقط .. ولا يدور بمخيلتها قط ولا بخلدها أن فتاة نصرانية أسلمت بسببها .. وأن هذه الفتاة ستكون بأعمالها الصالحات في ميزان هذه القارئة للقرآن .. وأعظم به من ثواب .. هذا ما عرفناه .. لكن يبقى ما لم نعرفه ويعرفه رب العالمين .. علاّم الغيوب

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم .. "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا .. خير لك من حمر النعم "


أنا أتعجب والله من الأخوة الملتحين الذين يرتدون البناطيل والقمصان والبدل في غير ما ضرورة .. يا أخي .. البس لباس العزة والرفعة .. لباس عباد الله المؤمنين ..

وأتعجب أيضا من الأخوات المنتقبات اللواتي يرتدين .. العبايات الضيقة أو الملونة والمطرزة والمرفوعة عن الأرض واللواتي يُوسعن فتحة النقاب

من هذا الكلام نستفيد الدرس الأول ..

وهو أن نعتز بديننا وشعائره .. وأن نُبرزها في كل مكان .. وأن نلتزم الهدي الظاهر وأن نحرص على الشعائر الظاهرة .. وألا نُقلل من شأنها .. ونصفها بأنها - عياذا بالله - قشور .. فهذا علامة نفاق ..

فيكفي أنها طاعة وقربة لله واتباع لنبيه صلى الله عليه وسلم ..

وأولى الناس بالتزام هذا .. هم الملتزمون

... نشكرك على موضوعك الرائع ..
** ننتظر منك المزيد **